الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية إبنة الشهيد محمد البراهمي: نعم خنّا دماء بلعيد والبراهمي

نشر في  25 أفريل 2014  (12:02)

نشرت صحيفة "ضد السلطة" رسالة لبلقيس البراهمي إبنة الشهيد محمد البراهمي جاء فيها ما يلي: "لست ككلّ المؤمنين والمؤمنات، لقد لدغت من ذات الجحر مرّات. لم أع حجم سذاجتي الاّ حين رأيت وسمعت ما أعميت عنه عيناي و صممت عنه أذناي طويلا. لم أعرف كم كنت غبيّة الاّ حين أقرّ "نوّاب المعارضة المنسحبين" عودتهم تحت قبّة المجلس، يدا بيد مع الاخوان لاستكمال دستور سيكبّلنا سنوات طويلة و يغرقنا في بحار ظلمات الرجعية. لم أع انني شيطان الاّ حين بت تأكدت أن حق الشهداء ضاع و أن دمع البنات صار بضاعة يستعطف بها سماسرة الاعلام الساذج والأبله.
 
خنت. خنت بلعيد و البراهمي. خنت كل شيء يوم صدّقت أن جبهة الانقاذ هي الحل للخروج من الورطة. خنت الدماء يوم صرخت في مسيرات موّلها تجمعيون بمباركة يسار رخو، خوّان. خنت نفسي يوم لم اقاطع "رفاقا" يخطبون فوق المنابر و يدعون للتهدئة بعد ان اغتيل سيّد القوم. خنت الدمع الحارق يوم صدّقت دموع "حمّة" وعويل "العمدوني" و وعيد "ميّة" وصلابة "العبّاسي". خنت أخواتي الصغيرات وعدنان أخي. 
 
أتهّمكم بالخيانة لمّا عدتم للجلوس في مقعد كان البراهمي هيبته وصوته اعمارا له وشعاع أمل يضيء الدرب. خنتم يوم جلستم على طاولة واحدة مع العملاء، أعداء الثوّار والشهداء السّعداء. ألم ينبّه بلعيد والبراهمي حتّى استشهادهما على خطورة الانزلاق في المعركة المغلوطة بين دساترة واخوان؟ 
 
خنتم حين تحاورتم وتقاستم الغنائم مناصبا وألقابا متناسين جرح الشعب، شعب يطالب بالثأر. خنتم يوم ضربتم عرض الحائط وعودا قطعتموها فوق النعوش الطاهرة في روضة الشهداء، وعودا بمقاومة الظلاميين والرجعيين والخونة. خنتم لمّا بعتم القضيّة حتى يرضى عنكم أسيادكم ويجعلكم "رجال المرحلة بامتياز". خنتم، و ما تركم لنا رغبة في الصمود. أنهكتمونا واستنزفتم قوانا ودمائنا وعرقنا وصبرنا.
ألا تستحون من الشعب الذي ائتمنكم على حلمه الجميل: كرامة ومساواة للجميع؟ ألا تفقهون أنكم لستم سوى كاراكوز في مسرح الظلّ؟"